لندن - ماريا طبراني
تُعلن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الحرب على الغطرسة التعليمية عن طريق إنشاء شبكة من بناة الجامعات المرموقة لتدريب جيل من الشباب الموظفين فيما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتعتقد ماي أن العديد من العائلات تدفع الأطفال غير الأكاديميين للحصول على شهادة جامعية عندما يتمكنوا من المتابعة مع وظيفة ذات أجر جيد عن طريق تعلم التجارة، وتعد هذه الخطوة جزء من استراتيجية الحكومة التي طال انتظارها والتي سوف تخصص مليارات الجنيهات لتنفيذ خطط للتدريب والبحث والتطوير مع الاستفادة من تكنولوجيا الروبوت لإطلاق العنان للاقتصاد كله.
وجاء الاقتراح الأكثر إثارة للدهشة في المشاورات التي أطلقها ماي، خلال اجتماع مجلس الوزراء الإقليمي في نورث ويستون، الإثنين، محاولة رأب الفجوة بين المهن الأكاديمية والمهنية، ويتم إنفاق 170 مليون جنيه استرليني في إنشاء سلسلة معاهد جديدة للتكنولوجيا في إنجلترا وويلز والتي تستوعب طلاب تتراوح أعمارهم من 16-19 عامًا، بهدف تزويدهم بالمهارات الهندسية وغيرها من التدريب على المهارات العملية، وتسعى السيدة ماي إلى ضمان أن كل مدينة لديها مدرسة مجانية مخصصة للأطفال من عمر 11-18 عاما لتكون بمثابة مركز متخصص لتعليم الرياضيات في محاولة لتدارك نقص الخريجين في هذه المادة.
وتعهّدت السيدة ماي بالحد من المهاجرين من الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه وهو ما يخشى النقاد أن يؤدي إلى نقص في العمال مثل السباكين، وتأتي هذه الإصلاحات بعد أن أظهرت الأبحاث الجديدة أن العديد من الشهادات الجامعية تقدم عائد مشكوك فيه على الاستثمار، وفي المتوسط تضيف الشهادة الجامعية 100 ألف جنيه استرليني إلى أرباح الخريج على مدار حياته بينما تضيف الشهادة في الطب أو طب الأسنان نحو 400 ألف جنيه استرليني ، إلا أن دراسة الفنون الإبداعية أو التصميم تترك الطالب يعاني من ربح سيء يصل إلى 15 ألف جنيه استرليني وهو ما يقترب من أرباح من يعملون في مهن لا تتطلب شهادة جامعية
حيث يبلغ متوسط راتب السباك أكثر من 28 ألف جنيه استرليني ، وبيّن مصدر حكومي رفيع المستوى الليلة الماضية " تعتقد السيدة ماي أنه ليس من الحكمة إجبار القليل من التلاميذ الأقل أكاديمية على السلك الجامعي ما يجعلهم غارقين في الديون من أجل درجة فقيرة، وبخاصة عندما يكون لدينا نقص مزمن في بريطانيا في السباكين والمهندسين، ولهذا السبب هي تعتقد أنه يجب أن يكون هناك جامعة لبناة المستقبل والمحامين والأطباء أيضا".
وأضافت السيدة ماي الليلة الماضية أن "استراتيجيتنا الصناعية الحديثة جزء هام من خطتنا لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا، ويساعدنا الخرج من الاتحاد الأوروبي على الحصول على فرصة لبناء بريطانيا أكثر قوة وعدلا تقف شامخة في العالم لتحقيق النجاح على المدى الطويل، ما يعني أن تعزيز التعليم التقني وضمان تقديم نفس الفرصة والاحترام الذي نمنحه لخريج الجامعة لهؤلاء الذي يتجهون إلى التعليم التقني"، ورحب لورد بيكر وزير التربية والتعليم والمناضل المخضرم في التعليم الفني بهذه الاستراتيجية وأرجع الغطرسة التعليمية إلى إغلاق المدارس الفنية بعد الحرب، مشيرا إلى أن "الوالدين يريدون لأبنائهم أن يذهبوا إلى المدرسة الثانوية بدلا من الدراسة في الأماكن المتهالكة والوظائف الدنيا في المدينة".